The Spirit مراقب عام
النادى المفضل : الجنسيه : مزاجك ايه : هوايتى : المهنة : الجنس : عدد المساهمات : 1422 نقاط العضو : 32757 شعبية العضو : 365 الموقع : www.wwe.com العمر : 36 تاريخ التسجيل : 06/06/2009 اوسمتى : اوسمتى 2 : اوسمتى 3 : دعائى يارب تقبله :
بطاقة الشخصية شات المنتدى:
| موضوع: لغه الزهور 6th ديسمبر 2009, 23:32 | |
| لغــــة الزهـــــور
إنّ لغة الزهور بأبعادها الجمالية، وشذا عطرها الفواح، وأطرافها اليانعة التي تتساقط منها قطرات الندى، تمثل أجمل لغة عرفها البشر، يفهمها الصغير والكبير، الفقير والغني، الذكر والأنثى، فحروفها الصامتة تعبر عن رونق الحب، وعبير الرياحين، فالزهور الرقيقة المنظومة في صُوَر جذابة توحي بسمو العاطفة والذوق الرفيع، وتحمل في طيبها وعمقها رائحة من المسك، وأنفاساً من الورد، ومفردات الشوق التي تلامس مشاعر الزوجين وتدغدغ عواطف المحبين.
لقد لزمني الإعجاب والدهشة، وأحاطني الإبهار من كل جانب، وأنا أسطر بقلمي باحثاً عن أسرار هذه الورود الضعيفة، القوية في جاذبيتها وسحر مفاتنها، فسَرَحْتُ بفكري بعيداً عن الواقع والحقائق، وأخذني الخيال طائراً في دنيا الأحلام، ومعالم الحضارات، حيث الروضة الزاهية، والحدائق الغناء.
إن من أجمل الهِبات الإلهية التي أنعم اللّه بها على الأسرة المتفتحة، جنّات من الزهور ذات الألوان المشبعة بالحمرة والصفرة تسرّ الناظرين، وحديقة معطرة بالورود تُفتن القلوب وتستميل النفوس، فعندما تنظر الزوجة إلى هذه الجوانب الجمالية، تستطيع أن تصبح مهندسة ديكور، تحول عشها الصغير إلى جنة خضراء، تعكس جمال المشاعر في النفس، واتساع المكان حتى في أضيق حدود الإمكانات. وكم من بيوت واسعة الحجرات ولكنها ضيقة لخلوها من اللمسات الوردية، والنفحات العطرية؟
فما أجمل لمسات الزهور اليانعة.. ولوحة غدير الوداد.. وزقزقة العصافير.. ومفردات الليونة.. وسحر الألوان.. التي يقف المرء مشدوداً أمامها بلا ملل ولا كلل وهو يتابع الحلقات الجمالية التي تعرض عليه كل يوم على شاشة الأحلام، ثم لا يملك بعد ذلك إلا أنْ يقول: سبحان اللّه الذي خلق فأحسن في الخلق، وَجمّلَ الأرض ببساط من الزهور والثمار. قال اللّه تعالى: {انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِن فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لقَوْمٍ يُؤْمِنُون} /الأنعام:99/ .
المؤمن أولى الناس بالتأمل و تدبر ما صنع البارئ والتعامل بالجمال، بالفكر والمشاعر، فترقّ القلوب بالإيمان، وتلهث الألسنة تسبيحاً وتهليلاً، وتَحن القلوب إلى ربها شوقاً وحبّاً، ولكن عندما تألف العين رؤية الزهور، تتلاشى نعمة التفكير والتأمل، فلا تشعر بجمالها، ولا يستغرب حيث الاستغراب، إنّ الذي نحتاجه هو أنْ نخلع ثوب العادة، ونتعرى من لباس الألفة حتى تمتلئ قلوبنا يقيناً بالله، وبأنّه الخالق الأوحد للكون والحياة، فالقلوب الحيّة، والعلماء العاملون تخشع أصواتهم فلا تكاد تسمع لهم همساً عندما يفكرون في روعة صنع اللّه، فإذا كان الأثر يدل على المسير، والبعرة تدل على البعير، فإن الزهور بلمساتها الساحرة.. ووقفاتها الباسمة.. وعطر أنسامها.. وبريق ألوانها تدل على المصور البديع اللطيف الخبير الخالق الودود.
إنّنا نستطيع من هذه اللغة أن نتعلم ركائز التوحيد، توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.
فمن خلق هذه الزهور؟
الجواب على هذا السؤال هو ما يُعرف بتوحيد الربوبية «إفراد الخَلق والمُلك والتدبير للّه وحده«. أما عن النوع الثاني من أنواع التوحيد فعندما يتحول التأمل في روعة صنع اللّه والتفكر في دقة هندسة الزهور الباسمة إلى تسبيح وتهليل وإفراد العبادة للّه وحده لا شريك له، هذا التحول الدقيق يعرف بتوحيد الألوهية. أما عن توحيد الأسماء والصفات فتستطيع بكل سهولة أن تتعرف على أسماء اللّه فالزهور تذكرنا بالمصور المبدع الخالق، وأما عن صفاته، فاللّه جميل يحب الجمال وهل هنالك أجمل من الزهور وفي كل شيء آية تدلّ على أنه خالق.
نعم اللّه جميل يحب الجمال، زَيّن الأرض ببحار، وأنهار، وجبال، وأشجار ذات بهجة، وأزهار تتفتح ترحيباً لكل من يتمعن في معالمها، وأشكالها، وشذاها، وملمسها، ونعومتها، وحجمها، وهندسة ألوانها المتناسقة المتماسكة، وبريقها التي تحتاج منا أن نقف أمامها وقفة إجلال وتعظيم لله، فنسمو بعقولنا من عالم الطين إلى عالم علوي سماوي كله نفحات ورحمة وفوق ذلك شوق وحب وندى.
فكم من وردة في حياتنا الزوجية بعثت الأمل من جديد؟
وكم بنسماتها العطرة سحرت العقول والقلوب؟
وأين رائحتها الفواحة التي تحمل الذكريات الحلوة التي تبقى مع الزمن؟
هل تعلم أنّ ألوان الزهور تعالج بعض الأمراض النفسية كالقلق، والتوتر، وتعيد للجسد نشاطه، وتبعث في حياتنا الزوجية مفردات السعادة؟
فليست العبرة بغلاء أنواع الزهور، فهناك زهور رخيصة الثمن ولكنها تحتاج إلى من يتعايش مع ألوانها وعطرها، تحتاج إلى لمسات الزوجة الرقيقة، وفن التنسيق، والذوق المنمق الذي يدخل البهجة في نفس الزوج فينجذب إلى بوتقته الهادئة ليجد منها أبجديات السكن والاستقرار.
هل تعلم أنّ وردة واحدة قد تكون سبباً لإطفاء نار الخلافات الزوجية؟
فهي كصدقة في أجرها لأنها تحمل في أطيافها الكلمة الطيبة، والابتسامة الحلوة، وهي أفضل هدية وأفضل كلمة تعبر عن صدق المشاعر وأريج العطاء.
هل تعلم أن عدد أنواع الزهور ومشتقاتها يبلغ نحواً من 1300نوعاً؟
هل تعلم أن بعض الدول يقوم اقتصادها على زراعة الزهور وبيعها إلى دول أخرى؟
هل تصدق أن بعض الزهور تتأثر بكلماتك القاسية فتذبل وتنتحر وبكلماتك الطيبة تزدهر وتتفتح عطراً وشذاً؟
فمتى سنعيد للزهور مكانتها في حياتنا الزوجية؟
إن الشعراء يعطرون حروف الشعر بكلمات من الزهر والياسمين، والزوجة تفتخر وتترنح عندما تُشبه أو تسمى بأسماء الزهور مثل داليا، وردة، نرجس و سوسن.. الخ. والنحل لا يجد أفضل من الزهور يرقص ويترنم ويتنقل بينها ليمتص عذوبة رحيقها ويقدم للناس الغذاء الشهي والدواء الناجع.
وللزهور في اليابان مكانة خاصة من الاهتمام والاحترام، فالفتاة اليابانية التي لم تتلقّ الدروس في التنسيقات أو لا تتقنها، فتاة غير مثقفة وينظر إليها المجتمع وكأنها أميّة، ولذلك تجدهم يدرسون هذا الفن في مدارسهم الخاصة ويحصلون على شهادات تثبت نجاحهم في هذا اللون من الفنون.
لقد أدركت الزوجة اليابانية أن لغة الزهور تحمل في عمقها أرق العبارات، فإذا أرادت أن تعبر لزوجها عن شدة قلقها من تأخره ليلاً أو نهاراً، تضع له عدّة ورود وأزهار في شكل معيّن يفهم منه أنها كانت في انتظاره على أحرّ من الجمر. وإذا أرادت أن تعاتبه لتناسيه عن إحضار بعض الطلبات المنزل، فتعد باقة في شكل خاص يفهم منه أنها تقول له بلغة الزهور «عيب عليك«. أما إذا أرادت أن تشعره بأنها في نشوة السعادة وقمة المحبة، فتصمم باقة من الزهور على أشكال متناسقة توحي بالحب والحنان والتعاون، وبذلك يدرك زوجها أنها تغازله وتقول له «أنت عمري« .
يرجع تاريخ فن تنسيق الزهور مع بدأ الحضارة الإنسانية، فأول من عرفه قدماء المصريين، إذ تبيّن رسوماتهم المنقوشة على الجدران، أنهم كانوا ينسقون الأزهار ويستخدمونها في تزيين منازلهم، وقد برع الإغريق في هذا الحقل فقد كانوا ينسقون الزهور على الأواني، وكان الفرس أهل حضارة ومدنية وفن يحبون الزهور، وبلغ من حبهم للزهور أن نقشوها على سجاجيدهم يغطون بها جدران المنازل في الشتاء وكأنها حديقة تحيط بالجدران.
وتطور هذا الفن عند العرب في وقت ازدهار الفتوحات الإسلامية، فالحدائق الخلابة في الأندلس إبان الحكم الإسلامي، والجنان الأخاذة خير دليل على سمو حضارة العرب ورقيها والتقدم في العلوم الإنسانية والدنيوية وفي كل فن من الفنون.
يقول المختصون في هندسة تنسيق الزهور: إن الزهور الطبيعية تحتاج إلى عناية دقيقة حتى تستطيع الاحتفاظ بها في بيتك أطول مدة ممكنة، وذلك بالطريقة الآتية:
* وضع الزهور في أماكن مملوءة بالماء ويجب تغيير هذا الماء يومياً.
* الاهتمام بتنظيف المزهرية من الداخل حتى لا تتكون الفطريات التي تسد مسام أعناق الزهور.
* يقطع جزء من قاعدة الساق بطول واحد سم لاحتمال انسدادها نتيجة الفطريات فذلك يساعدها على التنفس ووصول الماء إليها.
* تضاف بعض المطهرات إلى الماء في المزهرية، أو يوضع قرص من «الأسبرين« أو قليل من السكر.
ويجب اختيار المكان المناسب لوضع الزهور حتى تساعد على تجميل المكان مع مراعاة وضع الزهور ذات الألوان الفاقعة في الأركان المضاءة، أما الزهور ذات الألوان الفاتحة فتوضع في الأماكن المظلمة. ويراعى أيضاً اختيار الزهرية من حيث حجمها ولونها الذي تتناسب مع لون الزهور وحجم الأعناق.
الزهور بأبعادها تحمل معاني اليُمْن والجمال، والتهنئة والاعتذار، والشكر والإحسان، والحب والحنان، فتدعو لنا أحياناً بالشفاء من كل سقام وداء، والورود في أيادي الزوجة تعكس إشارات الحياء و البراءة، وترجو السعادة والهناءة. فلا يعد هناك شك أن الزهرة تجيب بلسان الحال لا بلسان المقال، فتهمس وتضحك وتترنح وتتكلم بدون كلمات، وتبتسم بلا شفتين، فتعطر أنفاسنا، وتثلج صدورنا، وتمسح أحزاننا، وتنعش عواطفنا، فتترقرق الدموع على الوجنات فرحاً وسروراً وطرباً.
إن هذه المعالم في عالم الزهور ما هي إلا إشارات في دنيا العواطف.. وسماء العاشقين .. وأرض الخير والنور والجمال.. ووقفة للتأمل والتفكير لقوم يتفكرون.
وأخيراً أقول كما قال الحكماء: فليتنا نحيا كما تحيا الورود والزهور، وليتنا نموت كما تموت.. إنّها تحيا في جمال.. وتموت في جمال.
ويقول آخر:
ليت الناس تعيش كما تعيش الزهور.. وليتنا نحيا مثل الورود..
يبتسم بعضنا لبعض، وليس في قلوبنا حفائظ..ولا في صدورنا سخائم. _______________________________ | |
|