محيطٌ شاسع . .
كيانٌ مخيف . .
رياحٌ عاتية . .
أمواجٌ عالية . .
تضربُ السفينة . . بلا رحمة
لم تصمدْ فتحطّمتْ
الكلُّ يصرخ . . وأنا من بينهم
لم يسمعنا بشر
بحثنا عن مخرجٍ من هذا المأزق
بدأ كل شيءٍ يتهاوى . .
لم يستطع أحدٌ أن يُقاوم
حاولتُ وحاولتْ أن أبقى على قيدِ الحياة
تنفسّتُ بعمق . . وبعمق
وفجأة . .
أحسستُ بأني سأغرق
صرختُ . . بأعلى صوتي
أنقذني يا الله
وبعد دقائق طوال
صحوتُ مفزوع . . فقد كان حُلُماً مخيفاً
تجوّلت في أرجاء غرفتي . . لأقف أخيراً عند النافذة
جالت عيناي الفضاء . . فسررتُ بنجمةٍ قد رأيتها
أضاءت ليْليَ الدامس
أصبحتُ على قناعة بأني حيٌّ أُرزق
عندها قرّرتُ أن أواجه الدنيا بكل ما فيها
وأن لا أُخيّبَ رجاء قلبي وأمل حياتي
لابدّ أن أُثبتْ ذاتي وكياني
فكم حدّثت نفسي بذلك
وكم أرغمتني هي بالهروب من الواقع
لابدّ أن أبحث عن إرادتي المسلوبة
وأجدّد قوتي المنهكة
فأمسكتُ بقلمي الوافي
وجمعتُ أوراقي المبعثرة من كلِّ أنحاء الغرفة
أرسيْتُ كلّ شتاتَ فكري على ميناءِ أوراقي
شدَدتُّ أشرعة سفينتي
لتواجه رياح يأسي وضعفي
كتبتُ أول سطرٍ في ديوان حياتي
فأسترسلت في نثر مشاعري
وبحر رواياتي
كدتُ أن أنتهي من ذلك الترحال
لأستقرّ على أرض الواقع
فإذا بموجةٍ . . إعتلتْ قارب نجاتي
أبحرَتْ بي
أرغمتني . . على الهروب
حينها . . سألت نفسي سؤالاً فرض نفسه
لماذا نحن دوماً نسعى للهروب من الواقع ؟
لماذا . . لماذا ؟
منقول