سكان جنوب السودان يحيون ذكرى رحيل جون قرنق
السبت, 31 يوليو 2010
الخرطوم، جوبا، موسكو - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - شارك الآلاف من
أبناء جنوب السودان الجمعة في شوارع جوبا العاصمة الاقليمية، في احياء
الذكرى الخامسة لمصرع الزعيم التاريخي لحركة التمرد الجنوبية جون قرنق قبل
ستة أشهر من الاستفتاء الحاسم حول استقلال هذه المنطقة.
وتوجّه حشد كبير إلى ضريح جون قرنق الذي قضى في الثلاثين من تموز
(يوليو) 2005 في تحطم مروحيته لدى عودته من زيارة رسمية في أوغندا، وذلك
بعد أشهر قليلة من توقيع اتفاق السلام الشامل الذي أنهى 22 سنة من الحرب
الأهلية بين شمال السودان وجنوبه.
ويعتبر جون قرنق الذي كان يناضل من أجل «سودان جديد» علماني ديموقراطي
ذي سلطة غير مركزية، الزعيم التاريخي لـ «الحركة الشعبية لتحرير السودان».
وأثارت وفاة قرنق - الذي كان يتولى منصب نائب الرئيس السوداني - اضطرابات
في العاصمة الخرطوم أدت الى سقوط قتلى.
وتحولت ذكرى غياب جون قرنق في جنوب السودان إلى «يوم الشهداء» تكريماً
لأبناء جنوب السودان الذين سقطوا خلال حرب أهلية خلّفت مليوني قتيل من
1983 الى 2005.
وقال المواطن بيونغ دينغ بيونغ المشارك في المسيرة «انهم سقطوا من اجل
الدفاع عني وسأدافع عن القضية التي سقطوا من اجلها ومن اجل حرية جميع
ابناء الجنوب».
كذلك، قالت غلوريا ويندي وهي تنظر إلى المسيرة في شوارع جوبا حيث يبدي
العديد من الاشخاص صراحة دعمهم الاستقلال: «لقد عانينا كثيراً خلال تلك
الحرب. وفقدنا نحن النساء ازواجنا وآباءنا واخوتنا». وسيصوّت أبناء جنوب
السودان في كانون الثاني (يناير) المقبل في اطار استفتاء حول وضع منطقتهم
ما قد يؤدي الى انقسام السودان، اكبر بلدان افريقيا. ويعتبر هذا الاستفتاء
ابرز بند في اتفاق السلام المبرم عام 2005 بين «الحركة الشعبية لتحرير
السودان» وحزب «المؤتمر الوطني» الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير.
على صعيد اخر قال مسؤولون وسكان محليون إن الخلافات في شأن عملية
السلام المتداعية في دارفور فجّرت حوادث عنف في مخيمات النازحين
السودانيين وتسببت في مقتل ثمانية أشخاص وإصابة عشرات بحروح في هذه
المنطقة الواقعة في غرب السودان. وأورد المركز السوداني للخدمات الصحافية
في الخرطوم أن مجموعة تتبع «حركة تحرير السودان» بزعامة عبدالواحد محمد
نور هاجمت نازحين كانوا قد شاركوا في مفاوضات الدوحة في معسكر كلمة بولاية
جنوب دارفور.
ونقل المركز عن الدكتور عبدالكريم موسى عبدالكريم نائب والي جنوب
دارفور «ان مجموعة عبدالواحد الرافضة للسلام اعتدت على النازحين الذين تم
اختيارهم بواسطة يوناميد والوسيط المشترك للمشاركة في مفاوضات الدوحة من
معسكر كلمة بأسلحة نارية وقامت بحرق المنازل»، مشيراً إلى أن هذه الأحداث
وقعت على رغم أن المعسكر تحرسه قوات يوناميد ولا وجود للقوات الحكومية
فيه. وانتقد موسى «موقف الأمم المتحدة ويوناميد بعدم التدخل لحسم الموقف
وتسرب الأسلحة داخل المعسكر». وأضاف أن «حكومة الولاية تحتفظ بحقها في
حماية أرواح المواطنين»، مؤكداً «حتمية تدخلها إذا استمر القتال لأكثر من
ذلك».
وكانت بعثة حفظ السلام المختلطة من قوات الأمم المتحدة والاتحاد
الأفريقي «يوناميد» أكدت مقتل ثلاثة أشخاص مساء الأربعاء في بلدة زالنجي
في غرب دارفور بعد معارك بين نازحين يعارضون محادثات السلام وآخرين
يؤيدونها. وقال إثنان من السكان لـ «رويترز» إن المعارك نشبت مرة أخرى في
مخيم كلمة في جنوب دارفور وتسببت في مقتل خمسة أشخاص. والانقسامات شديدة
في شأن محادثات السلام التي تعقد في دولة قطر ولم تحقق تقدماً يُذكر في
غياب جماعتي التمرد الرئيسيتين. وكان وسطاء أحضروا أكثر من 400 من ممثلي
المجتمع المدني إلى الدوحة من أجل المحادثات لكن المعارك تفجّرت بعدما
عادوا إلى دارفور.
ويوم الخميس نصب رجال مسلحون مجهولون مكمناً لدورية لقوات «يوناميد» في غرب دارفور، لكن الجنود طاردوهم وردوهم على أعقابهم.
وقالت «يوناميد» أيضاً إن طيّاراً روسياً مفقوداً كان قد خطف في
السودان أُطلق سراحه يوم الخميس وسُلّم إلى بعثة الأمم المتحدة في دارفور.
وقالت ناطقة باسم الأمم المتحدة في نيويورك: «يمكننا الآن تأكيد أن
الطيّار تم التعرف الى مكانه واعادته سالماً إلى نيالا».