بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد :
ما ذكر رفيق السوء إلا اتجهت الاتهامات وأطلقت الأبصار نحو الشباب! وكأنهم المعنيون بهذا الأمر وحدهم دون سواهم!
وحتى ندفع معشر الشباب هذه التهمة عن ساحتنا وننزلها المنزلة التي نراها..لنتأمل في حال رجل عاقل كبير في السن يرجع إليه في أمور كثيرة وسيد من سادات العرب ورأس في قومه ومجتمعه مسموع الكلمة مطاع الرأي: إنه أبو طالب عم النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقع في براثن رفيق السوء ويهلك نتيجة الصحبة السيئة!
لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال: (أي عم! قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله - عز وجل) فقال رفقاء السوء أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب.وهكذا كان رفقاء السوء سبباً في شقاء عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وحرمانه من الجنة.
وفي هذا الزمن ترى رجلاً عاقلاً عاملاً متزناً له أبناء وحفدة، ثم لما أقبل عله رفيق السوء وزين له المعصية إذا به يلقب بالمراهق الصغير لكثرة أسفاره وانحطاط سيرته وتفلت دينه! لقد استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.
وآخر مساحة فضائه غظة طرية تغرد منها الطيور وتنزل عليها حبات المطر.. وفجأة رفع طبقاً أسود مخيف الشكل تنفر منه الطيور وتعافه العيون! أيا ترى فعل هذا واشترى الجهاز بعد خروجه من المسجد مثلاً! أم أن الأمر خلفه رفيق سوء زين له مشاهدة المباريات ومشاهدة أخبار المجاهدين ومتابعة الأحداث ثم إذا به يقع في الفخ وهو لا يدري!
وحتى تخرج معشر الشباب من التهمة نقول بملء أفواهنا.. رفيق السوء لا يعرف الجنس أو العمر.. إنه لص يتسلل في غفلة من القلب حتى يتربع عليه ويعشعش فيه، وعندها تبدأ خطوات الانزلاق نحو الهاوية.. فلنحذره صغاراً وشباباً وكباراً!
رأى أحدهم الشمعة وهي تحترق فقال:
مالي أرى الشمع يبكي من مواقده *** أمن حرقة النار أم من فرقة العسل
فأجب من سمع الصوت:
من لم تجانسه احذر تجالسه *** ما ضر بالشمع إلا صحبة الفتل
فلكل رجل وامرأة وشاب وفتاة.. تأمل في حال صحبتك وانظر في حال رفيقك، فالطريق طويل وشاق، فإذا وجدت الرفيق الذي يهديك إلى طريق الجنة فتمسك به ولا تدعه فلا تزال في هذه الطريق تسير في لجة مظلمة وصحراء ومجدبة، لعل الله أن ييسر لك أمر الخروج منها سالماً غانماً!
و صلى الله على سيدنا محمد و الحمد لله رب العالمين .